Disponible
Disponible

Exégèse du coran en arabe en 14 tomes de mohammed rateb al-nabulsi تفسير القرآن الكريم للدكتور محمد راتب النابلسي

Marque : ALFURSAN GROUPE

Vendeur : LIBRAIRIE SANA

Description :

Exégèse du Coran (arabe) en 14 tomes de Mohammed Rateb al-Nabulsi تفسير القرآن الكريم للدكتور محمد راتب النابلسي بسـم اللـه الرحمـن الرحيـمالمؤلفات - كتاب تفسير النابلسي: تدبر آيات الله في النفس والكون والحياة: مقدمة كتاب2016-05-15 المقدمةالحمد لله الذي امتن على عباده بنبيه المرسل ، وكتابه المنزل ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد ، فهو الضياء والنور والشفاء لما في الصدور.أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ، وجعله نوراً لا يطفأ مصباحه ، وسراجه لا يخبو توقده ، ومنهاجاً لا يضل سالكه ، وفرقاناً لا يخمد برهانه ، وتبياناً لا تهدم أركانه ، وعزاً لا يهزم أنصاره ، وحقاً لا يخذل أعوانه .وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين محمد ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارض عنا وعنهم يا رب العالمين ، وبعد ...فالقرآن هدى وبيان ، وموعظة وبرهان ، ونور وشفاء ، وذكر وبلاغ ، ووعد ووعيد، وبشرى ونذير ، يهدي إلى الحق ، وإلى الرشد ، وإلى صراط مستقيم ، يخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ، ويحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ، فيه تبيان لكل شيء ، وهو شفاء لما في الصدور .وهو مصدر رئيس لمعرفة الله عز وجل ، فالقرآن كلامه ، ومن خلاله نتعرف إلى الله عن طريق التدبر ، والسموات والأرض خلقه ، ومن خلالهما نتعرف إلى الله عن طريق التفكر ، والحوادث أفعاله ، ومن خلالها نتعرف إلى الله عن طريق النظر والتأمل .وحينما يقتني أحدنا آلة بالغة التعقيد ، غالية الثمن ، ذات نفع عظيم ، تراه حريصاً حرصاً لا حدود له على اقتناء الكتيب الذي تصدره الجهة الصانعة ، والذي يتضمن طريقة الاستعمال ، وأسلوب الصيانة ، فهو حريص على اقتناء هذا الكتيب ، وعلى ترجمته وفهمه ، وتنفيذ تعليماته بدقة بالغة ، وهذا نابع من حرصه الشديد على سلامة هذه الآلة ، وعلى رفع مستوى مردودها .وهذا الإنسان بجسده يعد أعقد آلة في الكون ، ففي خلاياه وأنسجته ، وفي أعضائه وأجهزته ، من الدقة والتعقيد والإتقان ما يعجز عن فهم بنيتها وطريقة عملها أعلم علماء الطب، وفي هذا الإنسان نفس تعتلج فيها المشاعر والعواطف ، وتصطرع فيها الشهوات والقيم والحاجات والمبادئ ، حيث يعجز عن تحليلها وتفسيرها أعلم علماء النفس ، وفيه عقل يحتوي من المبادئ والمسلمات والقوى الإدراكية والتحليلية والإبداعية ما أهله ليكون سيد المخلوقات .والآن .. ألا يحتاج هذا المخلوق المكرم إلى كتاب من خالقه ومربيه ومدبره ومسيره، يبين له فيه الهدف من خلقه والوسائل الفعالة التي تحقق هذا الهدف ؟ألا يحتاج هذا المخلوق المكرم إلى كتاب فيه منهج يسير عليه ، ويضبط ويصحح حركاته ونشاطاته من الخلل والعبث ؟ألا يحتاج هذا المخلوق البديع في خلقه إلى كتاب فيه مبادئ سلامته ، وسلامة جسده من العطب ، وسلامة نفسه من التردي ، وسلامة عقله من التعطيل والتزوير ؟ ألا يحتاج هذا المخلوق المكرم إلى كتاب فيه مبادئ سعادته فرداً ومجتمعاً في الدنيا والآخرة ؟..إنه القرآن الكريم الذي لا يقل في عظمة إرشاده وتشريعه عن عظمة إيجاد السموات والأرض.. قال تعالى :﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ (الأنعام:1) و قال أيضاً :﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾ ( الكهف :1) فكلما أن الله يحمد على نعمة إيجاد السموات والأرض ، كذلك يحمد بالقدر نفسه على نعمة الإرشاد....إرشاد الإنسان من خلال القرآن إلى طريق سلامته وسعادته الأبدية .إن العين مهما دقت صنعتها ، ومهما أحكمت أجزاؤها ، ومهما تعددت وظائفها ، لا تستطيع أن تبصر الأشياء إلا بنور الشمس ، والعقل مهما كبر ورجح ، ومهما تعددت وظائفه ، ومهما دقت محاكمته ، ومهما نما إبداعه ، لا يستطيع أن يدرك الحقائق إلا بنور الله..والقرآن هو نور الله ، قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً﴾ ( النساء : 174) وحينما يستنير المؤمن بنور الله فلن يضل عقله ، ولن تشقى نفسه قال تعالى :﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ ( طه : 123) وكيف يضل امرؤ يقرأ القرآن ، والقرآن يقدم له تفسيراً صحيحاً لحقيقة الكون والحياة والإنسان ، من عند مكون الأكوان ، وواهب الحياة ، وخالق الإنسان ...فالسموات والأرض خلقت بالحق ، وهو الثبات والسمو ، ولم تخلق باطلاً ولا لعباً ، وهما الزوال والعبث .والسموات والأرض مسخرة للإنسان ، تسخير تعريف ، وتكريم من أجل أن يؤمن ويشكر .إن الله عز وجل ذكر في كتابه آيات كونية تزيد على ألف وثلاثمئة آية ، وبهذا تحتل آيات الكونيات سدس القرآن ، لتكون هذه الآيات الكونية تعريفاً بالله عز وجل من خلال خلقه .إن كل شيء خلقه الله عز وجل – دون استثناء- له مهمتان : مهمة كبرى ؛ وهي تعريف الناس بالله .ومهمة صغرى ؛ وهي الانتفاع به . فأهل الدنيا استفادوا من الناحية الثانية إلى أعلى درجة ، فكل ما في الطبيعة من ثروات ، من أشياء جمالية ، من نباتات ، من أزهار ، استفادوا منها ، ولكن المؤمنين وحدهم استفادوا من الوظيفة الأولى : أنها تعرفنا بالله عز وجل ، فأينما ذهبت ، وأينما جلست ، وحيثما نظرت فأنت أمام آيات لا تعد ولا تحصى.والقرآن الكريم يحث على التفكر في هذه الآيات ، يقول تعالى :﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ 190 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ ( آل عمران : 190، 191 ) ويقول عز وجل :﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ